قصبة فيلالة: ماذا خلف بابها الأثري؟
تشتهر فاس بأسوارها وأبراجها وقصباتها المنيعة، ولعل أبرزها قصبة النوار أو قصبة فيلالة. يرجع تاريخ بناء قصبة النوار إلى عام 600هـ /1203م، حيث بناها السلطان محمد الناصر الموحدي.
ورد في كتاب "فاس قبل الحماية" لصاحبه "روجي لوطورنو" نقلا عن "ميشو بلير" أن قصبة فيلالة لا يعمرها إلا الشرفاء الفيلاليون أهل السلطان، وأن سكانها كانوا يعيشون في فقر مدقع.
يحيط بقصبة فيلالة سور ذو أبراج مسننة، على شكل مثلث. لها باب تسمى باب الشرفاء، وكذا باب قصبة النوار أو باب قصبة فيلالة، تعددت التسميات والباب واحدة. هي واحدة من الأبواب المظلومة سياحيا بمدينة فاس رغم جماليتها وضخامتها وروعة المعمار المغربي الذي يميزها. تعتبر هاته الباب المنفذ الوحيد للقصبة الذي يصلها بالخارج، وتطل على ساحة بوجلود، وتقع على مقربة من باب محروق وغير بعيد عن ساحة البغدادي وباب بوجلود ذائعة الصيت.
يعود تاريخ بناء الباب إلى العصر العلوي، وتتميز بالبرجين الشاهقين اللذين يحيطان بها، ويوجد تحت الباب عدد من الحوانيت المخصصة لبيع المنتجات الغذائية، وبولوج الباب والتوغل قليلا داخل القصبة نصادف جامع الحي بصومعته غير المزخرفة، وعدة أزقة ودروب متشعبة لا صلة بينها.
قصبة النوار هي قصبة عتيقة جعلها السلطان شبه ملجأ لأهله الفقراء الذين ليس لهم شيء من مظاهر الإمارة، وبقيت منعزلة عن باقي أحياء المدينة العتيقة. يفصلها عن حي الطالعة سور متين لا باب فيه، وليست مندرجة ضمن المزارات السياحية بفاس البالي، بل يكتفي السياح والزوار بالتأمل في جمالية بابها عن بعد.
المصادر:
روجي لوطورنو، فاس قبل الحماية، الجزء الأول، ص164، وص 279.