قصر البديع: أعجوبة مراكش الخالدة

قصر البديع: أعجوبة مراكش الخالدة

إن كانت الصورة اليوم هي ما يؤرخ للَّحظة، فريشة الرسام وأقلام الكُتَّاب هي ما كان يُبْقِي ما يستحق التدوين والكتابة خالدا بمخطوطات خطتها أيادي علماء ومؤرخين ولوحات أبدعتها أيادي الفنانين.
بمغرب أواخر القرن السادس عشر، كان هناك بناء بلغت شهرته الآفاق بما جعله الرسامون من الإفرنج والبرتغاليون لوحات أعجبت ملوكهم، فتمعنوا في بنائه العظيم وتاهوا وسط تفاصيله البديعة.
كتب عنه أسرى وديبلوماسيون، حكى عن مآثره مؤرخون ممن أطلق حبرهم السم وقالوا عنه المكذوب حسدا أو جهلا، وآخرون كانت كلماتهم البلسم وعباراتهم الورود المزهرة والرياحين العطرة، تكتب أيديهم ما شاهدت أعينهم ويخبر الأولون الآخرين عنه واصفينه بخريدة العجائب وفريدة الغرائب، فهو قصر المنصور، مُعلي راية النصر في معركة وادي المخازن، كاسر شوكة آل سيباستيان وصاحب الإمبراطورية الممتدة إلى تخوم السودان.
نتحدث عن فخر السعديين وجوهرة في عقد لآلئ قصور المراكشيين. هو بديع البهجة الحمراء، وما ستقرؤونه اليوم، ما هو إلا أسطر محسوبة من فصول التاريخ، التاريخ الذي بدأ منذ القرن السادس عشر للميلاد.

رغبة سلطانية:

كما هي الكتبية شاهدة على مآثر المنصور الموحدي ورمز من رموز دولته وزمانه، أعلى اسم الله بصومتعها المشرفة على البهجة والمتطلعة لجبال الأطلس بعد أن فتح الله عليه ونصره بمعركة الأرك، فإن المنصور السعدي بعدما منّ الله عليه بالانتصار على أقوام السوء من مدبرين وكائدين داخل وخارج الإيالة الشريفة في معركة وادي المخازن الذائعة الصيت، قررّ بناء معلمة تكون تخليدا لذكره وذكر سلفه وعقبه من السعديين الشرفاء.
دجنبر من عام 1578 ميلادية الموافق لشوال الخير من العام 986 للهجرة الشريفة. هذا هو تاريخ بدايته، فبعد حوالي خمسة أشهر من مبايعة أحمد المنصور السعدي كانت فكرة تصميم القصر قد ترسخت وحان وقت تنفيذها.
ولما أراد أن يشرع في البناء، جلب المنصور السعدي أهل العلم والمهندسين من كل حدب وصوب فأطلعهم على تصميمه الفريد الذي خطه بيده.
أجل، أي(ت)ها القارئ(ة) العزيز(ة)، فإن الخطوط الأولى كانت من تصميم المنصور السعدي ونابعة - كما قال بذلك بعض أهل العلم - من تصاميم قصور الفردوس المفقود مما كان بقرطبة أو بباجة زمن الموحدين.
وإن كان التاريخ المذكور هو بداية الفكرة وتنفيذها فإن قبابه ودوره، لم تكتمل إلا بعد 16 سنة، أي حوالي 1594 ميلادية ما يقابلها عام 1002 للهجرة.
أيمكننا اعتبار تاريخ ميلاد هذه المعلمة يوم فرد السلطان المنصور السعدي تصميم القصر واطلع عليه من جاء بهم من الصناع والمهندسين أهل الخبرة؟ أم نقول أنه رأى النور يوم اكتملت مرافقه واخضرت بساتينه وعلت سقوف قاعاته الرخامية؟
والحق أن الأشغال لم تنته قط، فحتى بعد وفاة المنصور وُجدت رسالة له بفاس يوصي فيها هذا السلطان العظيم الذكر بأن تركب سواري الرخام ببعض جهات البديع.

وتحققت رغبة السلطان:

لما اكتمل التصميم واستحسن السلطان السعدي ذلك فإنه قد حشد العمّال من كل حدب وصوب. جيء بالإفرنج ممن ورثوا أسرار هندسة الرومان وكان معهم أهل الأقصى بعربهم وأمازيغهم، ممن لهم الذوق المرهف والعلم الغزير في أشغال البناء والتخطيط والبستنة وغيرها.
جُلب الرخام من بلاد الروم و وُزن ثمنه ذهبا أبيضا، فبزمن المنصور انتشرت معامل السكر وطلبها أهل أوروبا وسائر أقطارها فتهافتوا يأتي تجارها بما لهم من رخام ومواد نادرة بالأقصى.
وحُمل الجير والجبس وما احتجاه بناء البديع من كل جهة وناحية، فإن هناك بطاقة تشهد بأن شخصا دفع بصاع من الجير حمله من تمبكتو.
ففي كل يوم كان يجتمع بمدخل الدار عدد عظيم من أرباب الصناعات وأصحاب التجارات يعرضون تحفا جاؤوا بها من الهند والسند ومواد من السودان وتخوم الصحراء، فلكأنه سوق عظيم يختلط فيه الأقوام من البائعين والبنائين وأصحاب العلوم الأخرى.
وما باب بريمة، بجانب البديع، إلا شاهد على هذه التجمعات بل ومن أجل تلك اللقاءات ولتسهيل إدخال المواد والسلع فالباب قائم. إذ أن المنصور فتحه بجانب الملاح لتسهيل ولوج السلع واجتماع المهندسين.

هذه دار البديع:

مثوى الإمام وفخره، فبها المقام وفيها تحير الأفكار والأذهان وتجف الأقلام عجزا عن وصف دار أم العجائب وديوان الغرائب التي تصلها عبر باب الرخام، أعظم أبواب البديع، ومن مدخل رائق هو إيوان عظيم المسلك، تعيى فيه الأقدام وتتيه الأفكار
وتقوم قوراء دار السلطان على خمسمائة عمود من المرمر دون إحصاء أعمدة الممرات الملقبة بالنبح أو البرطال التي تبلغ المائة.
وبجوانب ساحة هذه الدار المتقابلة المحارب والتماثيل، المتناسقة الأركان والتصاميم، تقوم خمس برك طافية العباب يرقص الطير على أنغام مياهها الآسنة.
ولأن البديع دار تصميم محكم وقياسات مضبوطة فوسط الصحن الفسيح انتصبت بركة تتوسطها خصة كبرى من حوضين، يعتليهما أنبوب مياه دافق يسقي الواردين ثم ينساب من خلال المحنشة المنحوتة من المرمر ليسقي السماطان المجاوران حيث الأزهار الفيحاء وأدواح الأشجار المظللة لنمانم الزليج الحسنة الصنع المريحة ألوان فسيفسائها.
بالدار عشرون قبة لكن تولة هاته القباب الأربع المحيطة بالفناء. هياكل ماثلة تحاكى بها القوم وذاع صيتها بالغرب والشرق لما فيها من حسن البناء ومنظوم الشعر مع رائق التزويق ومتناهي البهاء.
شغلت القبة الزجاجية الجزء الشرقي، هي القبة صاحبة سقف الكريستال الملون والذي ينير القبة كلما أنارت شمس الوجود فيبدو لك النعيم وتسبح الروح لعظيم الجلال الإلهي سابحة وسط ملكوت الجمال لما للغزالة من عظيم التأثير على العقول والأفكار.
وللقبة الزجاجية هاته أرض من رخام بوسطها قامت فوارة زمردية الأديم ويحيط بأبوابها الثلاث رواق له أعمدة من مرمر غارت منها جذوع النخل وتطوالت الأعناق لتراها فتتيه وسط سقفها بقبابه السبع، لكل تصميمها بزخرف ونقش تنافس فيه الصانعون.
وكما هي فوارة الوسط، فلكل قبة بالسقف فوارة على الأرض تتدفق مياهها متكسرة في تناغم مهيب. ولبهو القبة الزجاجية باب عظيم البناء راقي الزخارف يفضي بك نحو الروض المشتهى حيث العين تسر والنفس تهنأ. ومن الروض المشتهى إلى بركة النهر التي تسافر فيها العين فراسخ إلى القبة الخمسينية، وهذه الأخيرة هي القبة القائمة غربا.
والقبة الخمسينية هي مضرب الأمثال في علو السقف فكأنما الداخل إليها يغادر أرض المقام ليحلق إلى قبة الأفلاك والأبراح لما بلغه سقف القبة من مبالغ الجفوة والضخامة التي لا يملك الناظر إليها إلا التهليل لفاطر السماوات والأرض.
ولأنها قبة سماء وعلو فبمدخلها، رفرف عقابان ضخمان من الصناعة والإتقان ما تاهت فيه الأبصار قبل أن ترى التكاريش والزخارف داخل القبة المرمرية صاحبة التماثيل المذهبة والفوارات اللجينية  مع القباب العالية بالسواري المنقوشة بكل ما يذهب الألباب من أشعار اتصلت بالحائط فكانت سجية اللون تختلط بزليج الحائط.
أما الجزء الشمالي فقد كان له شرف احتضان قبة النصر وهي  الآية المحكمة ومضرب الأمثال في الزخرف والنقش والتمويه.
قبة سقفها من أبنوس وعاج يبدو كأنما هو مرقوم بإبرة لها باع في المهارة وعلم واسع في التزويق والتخريم. وهي قبة المحاريب والخزائن والمنافس التي تمتص دخان الشموع المتقدة ليل نهار تحيط بالفوارة العظيمة المتراقصة بالمياه المتصاعدة.
والقبة الرابعة تساجل قبة النصر جنوب الصحن العظيم.
هي قبة التيجان التي تنافس أختها في العلو والتزيين وأين وجدت أبدع الصنائع المزينة بسحيق اللازورد وأجمل الأحجار الكريمة التي تتناسب وأذواق ربات الصون والعفاف ممن جلسن في هاته القبة إذ كما ورد في التاريخ أنها كانت قبة خاصة بالحريم.
والدار بقبابها وصهاريجها المرتفعة عن الأرض البارزة وسط الخضرة والمنظر الجميل، وبأبراجها ومصريتها جليسة النجوم مؤنسة حراس السماء، ليس كل ما ضمته من عجائب للأمصار وزهو أنظار، فوسط تزاويق علياء الفنون ورسوم النباتات وفسيفساء المنمنمات وتماثيل الحيوان من سباع وحيات وعقبان هناك حياة أخرى غير الحياة الظاهرة، وهي حياة السراديب وأسرارها بتعرجاتها والتواءاتها المشتملة على البيوت والمخازن والمطابخ والمغاسل والمقاصير، وقد كان لها ضياء فائض وشعاع نافذ من بين الشبابيك الحديدية فلم يكن من الزوار من يطلع على كوانين النار ولا من يطلع على مياه الصابون أو غيرها من أشغال الخدم والحشم.
وغير هذه المرافق فقد كان للقصر تدفئة مركزية وقواديس نحاسية وحمام لو أننا وصفناه لطال الحديث وتشعب الكلام فنتيه معا وسط الأوصاف الجميلة ونسبح في فلك الخيال على شذى المياه المنبعثة من أفواه تماثيل السباع بقاعة الاستحمام.
ولا ذكر للطهارة إلا والإيمان مقترن بها وقد ضمت جنبات الدار العامرة بيوت آذن الله أن يذكر فيها اسمه وارتفع ترتيل كتابه الحكيم أيام المنصور وبعده بسنين.
ولكم كان بودنا أن نسهب ونفصل فترون بعيون عقولكم البهاء المنقطع النظير والتفرد المميز عن سائر القصور والدور إلا أن المقام لا يتسع ولعلّي أخبركم فريدة أخرى هي اليوم بفنادق العالم ميزة مستحسنة قد عرفها ساكنوا القصر أزمنة غابرة، وهي خزنات الطعام المتحرك مما يشبه المصاعد. خزنات، أغلبها بقاعات الحريم ومقام الأميرات، متصلة بالمطابخ لتحمل الطعام إلى صاحبته دون حاجة لها أن تقوم من مكانها ولا أن تمضي الوصيفة حاملة الماعون إليها.
وتحف الدار الكبرى، البديع، دويريات كلها محاسن منظرها يشرح النفس المكروبة ويفرح القلوب المهمومة نذكر منها:
الدار البيضاء، والدار الحمراء، والخضراء، كل افتخرت بلونها المميز لها وبفواراتها وزخرفتها.
تطول العبارات وتحير العقول في ذكر ما حبا به الله وأنعم المنصور السعدي على القصر، السلطان الذي له على البديع كل الأفضال بل وعلى كل من اشتغل وعمل بجنباته فإن سليل بني زيدان كان ينعم عليهم ويغدق بالعطايا على أهلهم حتى لا تتشوف نفوسهم وتتشعب أفكارهم، فالبديع رغبة المنصور وتصميمه الذي جعله عرفاء المباني وذوي الاختصاص من مهندسين وتجار بكل الأمصار حقيقة ورغبة تمت وكانت.

وتلك بساتينها:

من منكم لم ينشد يوما وهو طفل: "أ جرادة مالحة فاين كنتي سارحة؟ في جنان الصالحة"؟
لا أظن فيكم أحدا لم يعرف هذه القطعة القديمة، لكن، أسأل أحدكم نفسهم يوما: وأين جنائن الصالحة هذه؟
جنائن الصالحة هاته هي إحدى البساتين التي أقامها بنو عبد المومن الموحدين بوردة الحوز الزاهرة مراكش، إلى جانب بساتين وأعراس بها من الأغراس ما يشبع النفس راحة، والأنف ريحا، واللسان حلاوة، والعين نزهة. فهي أدواح وروض فائحة دائمة الخضرة تمتد على مسافة يوم بها ما لا عد له من النارنج والآس والحبق وجميل الشجر وفريد الزهور، إضافة لمبان أنيقة منها ما هو للحفلات والجمع الغفير كالقبة الكبيرة وما هو لأهل السلطان ومقربيه، كما فيها من الصهاريج العظيمة  والبرك الحسنة ما ماؤها آسن ومنبعها طاهر.
فالمسرة والصالحة وبستان النهر والبركة العظمى وغيرهم من الأسماء التي ضاع منها ما ضاع وحفظت الذاكرة منها ما حفظت، كلها بسط مفروشة تيمتها الاخضرار الدائم والريح الطيب المتسلل بين الجذوع العتيقة والمداعب لبرك الماء الهادئة.

من دار للملك إلى مقام لأم ملدم:

لمّا اكتمل البناء، أقام ولي نعمة الدار الحفلات على شرف البديع،  فجاءه النبيل والعاميّ وحضر الشريف والمجذوب والوزير والسفير، فهو قصر الأمة ودار الملك التي لا يُضام من جاءها.
بجنباته كظم بعض من السفراء غيظهم وسجلوا بكنانيشهم ما يخبرون به ملوكهم وأولياءهم، وببساتينه ارتفعت ضحكات الأوانس الكريمات من ربات الصون والعفاف، بقبابه ارتفع الذكر الحكيم والتقى الأعيان ليال رمضان وأيام المولد وغيرها يتبادلون التبريكات والتهاني.

تلك كانت أيام العز والصولة، تفرد القصر عن سائر القصور وتناقل خبره الأقوام من أقطار الإيالة الشريفة وخارجها حتى تقاطر الناس ليروا هذه الفريدة القائمة بين البساتين والأغراس، دار ملك المنصور الذي وافته المنية بالمحروسة فاس فغاب عن داره وغابت زهوتها معه.
هي أيام كرب، اختلف الأبناء من بعد أبيهم وتصادم قوم بقوم كل يبغي أن ينال مركز الحكم.
وما مركز الحكم إلا دار البديع.
وفي خضم الصراعات هبت ريح الشقاء فجفا القوم وصبوا غضبهم على تحفه وآثاره التي نهبوها وتفرقت بأبخس الأثمان أيام الكوارث القاهرة والأوبئة القاتلة التي لا تأتي إلا مصحوبة بالمسبغة العظيمة.
هلك بنو زيدان وعلا نجم بني الشريف العلويين، وببستان المسرة استشهد الرشيد العلوي، وبجنباته التي طالها الخراب والدمار جاء المولى إسماعيل واستقبل فيه بعضا من الديبلوماسيين ممن سمعوا من سبقوهم يحكون عن هذا القصر معتبرينه أعجوبة العجائب كما أورد الرسام أدريان ماثان وقالها بعده الأب ماثياس وسفير البرطقيز أنطونيو دي سيلفا لما زاره في عهد أبي النصر الشريف الذي شهدت أيامه اشتباكات ومعارك  مع ابن محرز أتت على ما بقي من رخام وفسيفساء فصارت روضاته مقابر، أروقته خنادق وغرفه ثكنات فامتلأت الصهاريج دماء وهجرت الطيور أغصان الأشجار لينعق فوقها البوم وصارت القباب أطلالا أعيتها الحروب وأخفى معالمها البارود فطُمست الأشعار وتشققت كلمات المديح ليُسمع النحيب والبكاء.
أسف السلطان الشريف لحال الدار خاصة لما أقام هادم اللذات بجنباتها وأشاع القوم أنها بها من اللعنات ما جعلها منطقة موبوءة ما أقام أحد بين دورها الخربة ورياضاتها اليابسة إلا وأصابته أم ملدم فنفر الناس من البديع ونواحيه ونُهب ما بقي منه من آثار عظمة إلى أن طمس ما بقي من معالمه.
ويقال أن المنصور السعدي لما أكمل البناء جاءه أحد المجاذيب فسأله عن رأيه بالبديع، رفع المجذوب رأسه وأجاب: إذا هدم صار كدية من تراب.
صدق الرجل وصارت الدار كدية من تراب مفتت كأنما الصعب لم يسهل له يوما سبب ولا ملك الدنيا سليمان ولا كان البديع فريدة الزمان.

من دار "لبلارج" إلا فضاء للمهرجانات:

أربعة قرون انقضت وهو حصيد، مرعى للدواب ووكر للهوام، عش للبوم واللقلق الذي اتخذ منازله على أطلال باكية كان الرخام والمرمر بلاطها والعاج سقفها.
دارت معارك أخرى غير وادي المخازن وضعفت شوكة الإيالة الشريفة فدخل النصارى و مشوا بالبلاد وبين العباد كأنما هم أهل الأرض ووارثوها.
وقد كان منهم من عرف البديع من مخطوطات أسلافه فجاء منقبا وباحثا عن آثر الخمسينية والزجاجية والنصر وغيرها.
ولما نال المغرب استقلاله، فإن أهل المغرب في شخص مليكهم وعلى يد مصلحة الآثار والشؤون الثقافية، أعلوا من شأنه وأعادوا له بعضا من مجده فرُممت بعض جنباته وهاهو اليوم تمتلئ أركانه كل سنة بزوار المهرجان الوطني للفنون الشعبية، ومهرجانات ثقافية وفنية أخرى، فتطير عنه الوحشة وتبتسم جدرانه التي لحقها ما لحقها من الماضي، فيختفي السكون عن قبابها، وتعيش لليال بعضا من أيام المنصور الماضية.

بقلم الباحث: إلياس أقراب

المراجع:

د.عبد الهادي التازي: قصر البديع بمراكش. ص: 6- 28
أحمد بن خالد الناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، الجزء الثاني ص: 258. الجزء الخامس: ص: 134-145
عبد العزيز الفشتالي: مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا لأبي فارس عبد العزيز، ص: 252 وما بعدها

MEUNIÉ Jean: Le grand Riad du palais du Badi selon le plan publié par J.Windus,H, 1957, pages: 129-134.