دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة

دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة
دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة
دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة
دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة
دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة
دار المؤقت وبرج النفار.. معلمة فلكية تشهد على عبقرية المغاربة

ازدهرت في عهد المرينيين بمدينة فاس عدة علوم، وعرفت مذاك بعاصمة العلم والثقافة، ولعل علم الفلك وما يضمه من علوم كعلم الرصد والميقات والتنجيم والتعديل يعتبر من بين أعقد العلوم التي درست ومورست بحاضرة فاس. ومن بين المعالم التي كان لها دور مهم جدا في ضبط مواقيت الصلاة والصوم والإفطار ورصد النجوم ومراقبة أهلة الشهور القمرية، وتشهد على تفوق وعبقرية المغاربة في مجال علم الفلك قديما، نتحدث عن دار المؤقت التي ينتصب برجها (برج النفارة أو النفار) بشموخ بجوار صومعة القرويين.

تضم دار المؤقت الواقعة عند مدخل سوق الشماعين طابقا أرضيا وطابقا علويا يحيطان بفناء يتوسط المبنى به نافورة صغرى جميلة، وهي مقر إقامة المؤقت (الفلكي) المكلف بتحديد مواقيت الصلاة، ويرتفع برجها الذي يتخذ شكل صومعة مربعة دون قبة على الجهة الجنوبية الشرقية من الدار، ويستعمل كمرصد فلكي منذ تشييده (على الأرجح) في فترة حكم السلطان أبي عنان المريني منتصف القرن 14م.

يستمد هذا البرج اسمه من مهنة النفار الذي اشتهر في الثقافة الفاسية بإيقاظ الناس للسحور والصلاة في شهر رمضان، ويستعمله المؤقتون في مراقبة الأهلة وضبط مواقيت الصلاة، كما يصعد إليه النفار في طليعة شهر رمضان ليخبر الناس بقدوم الشهل الفضيل وفق التقاليد الفاسية المستمرة إلى اليوم.

رممت دار المؤقت وهي جزء من مواقع التراث العالمي اليونسكو سنة 2013 وافتتحت مجددا سنة 2016، حيث تم تدعيم برجها وتقويته وإصلاح التصدعات والشقوق وترميم الزليج والزخارق التالفة، كما تمت تقوية أساسات البناء، وإعادة هياكل الأسقف الخشبية والأبواب والنوافذ بالأرز، لتتحول هذه المعلمة  لمتحف يحتوي على أدوات فلكية مغربية وعربية في غاية الأهمية كالأسطرلاب وبعض الساعات  الرملية والمائية والمخطوطات.

الباحث: الطيب عيساوي

المصادر:

محمد السنوسي معنى، نبضات من قلب فاس.. سيرة مدينة وتاريخها، دار النشر المغربية، الطبعة الأولى، الدار البيضاء، 2013، ص 145 وص 167.

http://visitefes.com/la-magnifique-renovation-des-27-monuments-de-fes/

https://www.arrabita.ma/blog/%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AA-%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A9-%D9%81%D8%A7%D8%B3/