قصة تسمية باب الفتوح وباب عجيسة

قصة تسمية باب الفتوح وباب عجيسة
قصة تسمية باب الفتوح وباب عجيسة
قصة تسمية باب الفتوح وباب عجيسة
تعتبر باب الفتوح وباب عجيسة من أهم أبواب مدينة فاس، وتقع الأولى في عدوة الأندلس، بينما شيدت الثانية في عدوة القرويين. وتعود قصة تسمية هاتين البابين إلى القرن الحادي عشر ميلادي، وخصوصا خلال فترة حكم الدولة المغراوية.
تحمل الباب الأولى اسم الحاكم "الفتوح بن دوناس"، وهو من حكام دولة مغراوة الأمازيغية في المغرب الأقصى. وحكم بين 1059 - 1062م، أما الباب الثانية فسميت باسم أخيه الأصغر عجيسة بن دوناس. أما ما يجعل قصتهما مميزة هي الحرب الطاحنة التي نشبت بين الأخوين "الفتوح" و"عجيسة"، بعد وفاة أبيهما السلطان "دوناس بن حمامة بن المعز بن عطية".
خلف الفتوح أباه دوناس بن حمامة في الحكم، وتولى شؤون المدينة متخذا عدوة الأندلس مقرا له، إذ شيد بها قصبة منيعة بالموضع المعروف بالكدان. نازعه أخوه الأصغر عجيسة بن دوناس في الحكم، فقام هذا الأخير بالاستيلاء على عدوة القرويين، وثار على أخيه واستقل بعدوته، وشيد بها قصبته هو الآخر برأس عقبة السعتر.
نشبت حرب ضارية بين الفتوح وأخيه عجيسة، لم يكن فيها مجالا للهدنة أو الصلح. فاشتد القتال وساد الخوف والريبة سكان فاس، وغلت الأسعار وتفاقمت المجاعة. دامت الحرب ثلاث سنوات، وفي عز احتدامها بنى الفتوح بابا لقلعته في عدوة الأندلس وسماها باب الفتوح، وبنى عجيسة الباب التي مازالت تحمل اسمه إلى اليوم، وهي واحدة من أشهر أبواب عدوة القرويين. فلما ظفر الفتوح بأخيه عجيسة وقتله سنة 453هـ، أمر الناس بتحريف اسم الباب الذي بناه أخوه، فأسقط الناس العين من عجيسة وعوضوه بالألف واللام فصار باب الجيسة، مع نطق الجيم كالجيم المصرية.
استفرد الفتوح بالحكم بعد قتله لأخيه، إلى أن هاجمته قبيلة "لمتونة" وضيقت عليه بالحصار والغارات، فتخلى عن فاس ورحل خشية منهم، وجُهِل مصيره. ووُلِّي على المغرب بعده  قريبه"معنصر بن حماد بن معنصر بن المعز بن زيري بن عطية المغراوي".
المصادر:  
أبي العباس شهاب الدين أحمد/الدرعي السلاوي، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 1-3، الجزء 1، دار الكتب العلمية، ص 172 و173.
علي ابن أبي زرع الفاسي، الأنيس المطرب بروض القرطاس، دار منصور للطباعة والوراقة، الرباط، ص 111 و112.
خير الدين الزركيلي، الأعلام، الجزء الخامس، دار العلم للملايين، ص 136.