قصر المنبهي: متحف مراكش الأصيل
تزخر مدينة مراكش بعدد من القصور البديعة التي تذكر زوارها بشخصيات وأحداث تاريخية تركت بصمتها في تاريخ هذه المدينة العريقة، والقصور في مراكش ليست مجرد مبان وحسب، بل هي إرث عمراني مغربي أبدع في إخراجه في أبهى حلة حرفيون وصناع مغاربة مهرة، وجعلوا من أسقفه وأبوابه وجدرانه تحفا في غاية الجمال وبديع الصنع، ومتحف مراكش أو قصر المنبهي هو مثال حي على ذلك.
متحف مراكش هو قصر جميل يقع بدرب “عليليش” بحومة قاعة بناهيض، على مقربة من مدرسة بن يوسف العتيقة، في عمق المدينة القديمة لمراكش. فقد بني هذا القصر في أواخر القرن 19 على يد " العلاف الكبير" المهدي المنبهي، وزير الدفاع لدى السلطان مولاي عبد العزيز (1894 – 1908). تحول القصر سنوات بعد تشييده إلى مقر إقامة "التهامي الكلاوي" باشا مراكش، حيث أقام فيه لفترة معينة قبل أن يغير مكان إقامته. وتحولت ملكيته بعد الاستقلال إلى الدولة المغربية، إذ صار في عام 1960 أول مدرسة للبنات بمدينة مراكش. لكنه تعرض للإهمال لسنوات طويلة فقد خلالها بريقه وبهتت قيمته، قبل أن تقرر مؤسسة عمر بنجلون إعادة الحياة لجدرانه عام 1997م وتجعل منه متحفا عرف مذاك باسم متحف مراكش.
أسلوب المعمار الذي شيد به قصر المنبهي هو أسلوب مغربي محض، بالزخارف المغربية الأصيلة، والاهتمام بأدق التفاصيل، من نقش على الزليج والجبس والخشب. وقد شيد القصر على مساحة 2000 متر مربع. ويضم أربع غرف تلتف حول صحن كان مكشوفا (غطي خلال أعمال الترميم التي جعلت منه متحفا) تتوسطه ثريا كبيرة بوزن يبلغ 1200 كيلوغرام، إضافة إلى حمام تقليدي ودويرية (كانت تضم مطابخ القصر) وإسطبل. وتؤرخ بعض التحف المعروضة بمتحف مراكش للفروسية العربية، كتلك البندقية والسرج التقليديين المرصعين بخيوط ذهبية وفضية يعود تاريخ صنعهما لأواخر القرن 19، وإلى جانبهما العديد من المعروضات القيمة الأخرى المرفقة بورقات تعريفية تقدم نبذة تاريخية عنها وبعض التفاصيل عن أجزائها وأصولها.
الباحث: الطيب عيساوي